دور الأسرة في تنمية الوعي الرقمي لدى الاطفال
- Njoud OMD
- 15 نوفمبر
- 2 دقيقة قراءة
في زمن تتسارع فيه وسائل التقنية وتنتشر الأجهزة الذكية في كل بيت، أصبحت الأسرة أول خط دفاع وأول مدرسة للطفل في عالم الإنترنت. ليس كافياً أن يتعلم الطفل تشغيل الجهاز أو استخدام التطبيقات، بل نحتاج أن ينشأ في بيئة أسرية تدعم الوعي الرقمي: أي القدرة على استخدام التقنية بطريقة ذكية وآمنة ومسؤولة. وتشير الدراسات إلى أن دور الآباء والأمهات في هذا المجال محوري ويؤثر بشكل كبير على تنمية مهارات الأطفال الرقمية.
ما هو الوعي الرقمي لدى الأطفال؟
الوعي الرقمي يعني أكثر من مجرد استخدام الأجهزة؛ إنه يشمل معرفة كيف نبحث عن المعلومات، كيف نتعامل معها، كيف نشاركها، وكيف نحمي أنفسنا في العالم الرقمي. وعندما يبدأ الطفل في سن مبكرة في بناء هذه المهارات، يكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات الرقمية لاحقاً.
لماذا الأسرة مهمة؟
قدوة وسلوك مباشر: الأطفال يراقبون سلوك الوالدين. إذا رأوا استخداماً غير مسؤول للتقنية (مثل تصفّح بلا هدف أو مشاركة متهورة)، فمن المرجح أن يقلدوا هذا السلوك. لذلك وجود آباء يستخدمون التقنية بوعي يساهم في بناء عادات صحيّة.
توجيه ومتابعة: الأبحاث تشير إلى أن وجود تواصل نشط بين الأهل والطفل حول استخدام التقنية والإنترنت وليس مجرد الحظر يؤدي إلى نتائج أفضل في كفاءة الطفل الرقمية.
خلق بيئة داعمة وتعليمية: عندما تهيئ الأسرة بيئة رقمية مناسبة (مثل تحديد وقت شاشة، وجود منطقة خالية من الأجهزة، وحوارات منتظمة حول التقنية)، يتعلم الطفل بشكل طبيعي كيف يستخدم التقنية بهدف مفيد وآمن.
خطوات عملية للأسرة لتعزيز الوعي الرقمي
حدد وقتاً قوياً للاستخدام التقني: اتفق مع أبناءك على وقت يومي للتصفح أو اللعب بالتقنية، ووقت آخر بدون أجهزة.
ناقش المحتوى مع الطفل: عندما تشرك الطفل في محادثة عن ما شاهده أو فعله عبر الإنترنت، فإنك تعزّز التفكير النقدي. اسأله: “لماذا اخترت هذا التطبيق؟ هل رأيت شيئاً غير مناسب؟”
استخدم التقنية معاً: شجّع استخدام التطبيقات التعليمية أو الألعاب التي تعزّز مهارة رقمية ما، واجلس معه لتتعرفوا سوياً على أمان الإنترنت.
احترم الخصوصية وحدد الحدود: وضّح لطفلك أن مشاركة المعلومات والصور تحتاج إذناً، وأن كل محتوى يضعه يمكن أن يبقى لفترة طويلة.
كن قدوة حقيقية: إذا رأى الطفل أن والده أو والدته يضع جهازه جانباً عند العشاء أو يشغل “وضع عدم الإزعاج” عند النوم، فسيعتبر هذا درساً عملياً أكثر من أي كلام.
يلعب المنزل دوراً لا يمكن الاستغناء عنه في بناء جيل رقمي واعٍ. بالأسرة التي تؤسس للوعي الرقمي، يصبح الطفل ليس مجرد مستخدم للتقنية، بل مستخدماً ذكياً، قائماً على الفكر، والمسؤولية. فلنساعد أبناءنا على أن ينشؤوا بين شاشات التقنية بوعيٍ وثقة، وليس بقلقٍ أو عبورٍ بلا هدف.
تعليقات