كيف تؤثر عاداتك الرقمية على صحتك النفسية؟

في عالمنا المعاصر، أصبحت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لكن هذا الارتباط المستمر بالتقنية قد يصاحبه تبعات نفسية غير مرئية. تشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي مرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب والقلق، خصوصًا لدى المراهقين.  

إذاً، كيف يمكن لعاداتنا الرقمية أن تؤثر على صحتنا النفسية؟ لنستعرض بعض الجوانب المهمة.

1. اضطراب النوم والتركيز

الضوء الأزرق الصادر من شاشات الأجهزة عند وقت متأخر من الليل قد يعيق إفراز هرمون الميلاتونين المسئول عن النوم العميق، مما يؤدي إلى تأخر النوم أو اضطرابه.  

وبعد ذلك، ضعف النوم يجعل التركيز أقل والقدرة على التعامل مع الضغوط أقل، مما ينمي شعور التوتر أو القلق.

2. المقارنات الرقمية والشعور بالنقص

عندما نمارس التصفح المستمر لوسائل التواصل، نُعرض أنفسنا باستمرار لمقارنات مع صور الحياة المثالية للآخرين. هذا ما يُصاب به بعض الباحثين " Upward Comparison " أي المقارنة بمن نعتقد أنهم أفضل منا.  

ويشير هذا إلى أن تلك المقارنات قد تؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاية، حتى لو كانت الحقيقة غير ما تعرض.

3. الإفراط في الاستخدام والعزلة الاجتماعية

الاستخدام المستمر للتقنية قد يقلل من التواصل الواقعي وجهًا لوجه، مما يؤدي إلى شعور بالعزلة رغم أننا متصلون. وجدت الدراسات أن الاستخدام المفرط يدل على مستويات أعلى من الشعور بالوحدة والاكتئاب. وعندما نكون متصلين دوماً، قد تصبح التقنية عبئًا بدل وسيلة مما يزيد من الضغط النفسي.

4. كيف نطور عادات رقمية صحية؟

إليك خطوات عملية لتحسين علاقتك بالتقنية:

          •         حدد وقتًا بدون تقنية يوميًا: خذ فترة 30 دقيقة أو أكثر دون هاتف.

          •         خلي النشر يكون إيجابيًّا: شارك محتوى يفيدك أو يفيد الآخرين.

          •         تحقق من المصدر قبل المشاركة: لا تنشر أو تشارك إلا بعد التأكد.

          •         اكسر دورة الأجهزة عند النوم: ضع هاتفك بعيدًا أو في وضع عدم الإزعاج قبل ساعة من النوم.

          •         استثمر التقنية للتطوير: استخدم التطبيقات التي تساعدك على تعلم مهارة أو إنجاز هدف، وليس مجرد قضاء وقت.

عاداتنا الرقمية ليست بريئة كما تبدو فهي تؤثر فعليًا على نومنا، تركيزنا، نفسيتنا، وكيف نشعر تجاه أنفسنا.

بذكاء ووعي، يمكن أن نحول التقنية من عبء إلى أداة داعمة لنمونا النفسي. فلتكن علاقتك بالتقنية علاقة اختيار ومسؤولية، لا علاقة سيطرة.

استخدم التقنية ولا تدعها تستخدمك.