ما هو الوعي الرقمي ولماذا أصبح مهارة أساسية؟

في عصر التقنية والتحول الرقمي، أصبح الوعي الرقمي من المهارات الأساسية التي لا تقل أهمية عن القراءة والكتابة. فمع توسع استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية في كل تفاصيل حياتنا، لم يعد كافيًا أن نعرف كيف نشغل هاتفًا أو كمبيوترًا، بل يحتاج المستخدم إلى أن يكون واعياً ومسؤولاً في التعامل مع التقنية والمحتوى الرقمي الذي يتفاعل معه. وفقًا لـ UNESCO، «الوعي الرقمي يشمل الاستخدام الواثق والنقدي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاكتساب المعلومات وتقييمها وإنشاءها وتبادلها».  

ما معنى الوعي الرقمي؟

الوعي الرقمي، هو القدرة على استخدام أدوات وتقنيات رقمية مختلفة بطريقة فعّالة، مسؤولة، وآمنة. وفقًا لـ American Library Association: «الوعي الرقمي هو قدرة الفرد على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لإيجاد المعلومات وتقييمها وإنشائها وتبادلها».  

يتضمن هذا المفهوم ثلاث قدرات رئيسية:

• الاستهلاك الرقمي: القدرة على الوصول إلى المعلومات الرقمية وفهمها.  

• الإنتاج الرقمي: القدرة على إنشاء محتوى رقمي (نص، صورة، فيديو) والتفاعل معه بشكل إيجابي.  

• الاتصال الرقمي: القدرة على مشاركة المعلومات والتفاعل ضمن الشبكات الرقمية بطريقة مسؤولة ومحترمة.  

لماذا أصبح الوعي الرقمي مهارة أساسية؟

•   مع ازدياد عدد مستخدمي الإنترنت، أصبح الاعتماد على التقنية في التعليم، العمل، والحياة اليومية كبيرًا؛ لذا المهارات الرقمية ليست رفاهية، بل ضرورة.  

• الأشخاص الذين يفتقرون لهذه المهارات قد يواجهون صعوبة في التحقق من المعلومات أو التحكم في الخصوصية أو المشاركة الآمنة.  

•   الوعي الرقمي يعزز قدرة الفرد على اتخاذ قرارات مستنيرة في الفضاء الرقمي، مما يقلل من مخاطر التنمر الإلكتروني، نشر المعلومات المضللة، وسوء الاستخدام.

كيف نطور الوعي الرقمي؟

إليك بعض النصائح التي تساعدك في بناء وعي رقمي فعال:

1. تقييد وقت الشاشة: حدد وقتًا لاستخدام الأجهزة، وامنح لنفسك فترات دون تقنية.

2. تحقّق من المصادر: قبل أن تنشر أو تشارك معلومة، اسأل نفسك: من المصدر؟ هل هو موثوق؟ هل هناك دليل؟

3. إنشاء محتوى إيجابي: عندك القدرة على المشاركة؟ شارك محتوى يقدم قيمة، وليس فقط التصفيق أو النشر السريع.

4. احترام الخصوصية والشخص الآخر: نشر صورة أو معلومة شخص بدون إذنه قد يكون انتهاكًا. فكر قبل النشر وكن مسؤولاً.

5. تعلم دائم: التكنولوجيا تتطور بسرعة، فاستمر في التعلم عن الأدوات الجديدة، الأمان الرقمي، وسلوك المستخدم الواعي.

يُعد الوعي الرقمي بمثابة جواز مرورنا نحو مجتمع رقمي أكثر صحةً، أماناً، وإيجابية. عندما نتحكم في استخدامنا للتقنية، نحمي أنفسنا والآخرين، ونبني جيلًا قادرًا على أن يكون مستخدمًا واعيًا ومسؤولًا. فلتجعل من هذه المهارة جزءًا من حياتك اليومية، وكن مثالًا للتغيير الذي ترغب في رؤيته.