كيف تتعامل مع التنمّر الإلكتروني بطريقة واعية؟

في عالم متصل يبقى فيه الهاتف قريبًا، وتنتشر فيه كلمات تُطلق من خلف الشاشات، أصبح التنمر الإلكتروني أحد أشكال الإساءة التي تؤلم وهي أكثر من مجرد كلمة. هذا النوع من التنمر لا يختفي عند نهاية اليوم، بل يمكن أن يبقى متاحًا للآخرين في أي لحظة، مخلفًا آثارًا نفسية وتأثيرًا طويل الأمد. وفقًا لمنظمة UNICEF: التنمر الإلكتروني يمكن أن يكون مؤلماً بنفس قوة التنمر التقليدي، وقد يؤدي إلى عواقب صحية ونفسية.  

في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن للفرد أن يتعامل مع التنمر الإلكتروني بطريقةٍ واعية ومسؤولة.

ماذا يعني التنمر الإلكتروني؟

التنمر الإلكتروني هو استخدام التكنولوجيا، مثل الرسائل النصية، رسائل الوسائط الاجتماعية، المنتديات أو الألعاب، لإرسال محتوى مسيء أو مهدد أو محرج لشخص آخر.  

وقد يكون هذا التنمر مباشرًا أو ضمنيًّا، شخصيًا أو جماعياً، لكنه يحمل نفس الضرر أو أكثر من التنمّر التقليدي.

كيف تتعامل معه بطريقة واعية؟

إليك خطوات عملية تساعدك على التعامل مع التنمر الإلكتروني بذكاء ومسؤولية:

1. لا ترد مباشرة أو تُجري مواجهة في لحظة الغضب

الرد الانفعالي غالبًا يطيل المشكلة بدلاً من إنهاءها. وفقاً لمنظمة eSafety Commissioner: لا ترد أو تساند إساءةً؛ بل انسَ الأمر فورًا. استخدم أدوات المنصة لإخفاء أو كتم الشخص المسيء.  

2. احتفظ بالأدلة

قم بتوثيق الرسائل أو المنشورات التي تحتوي على إساءة، سواء بنسخ الشاشة أو حفظ الرابط أو تسجيل التاريخ والوقت. هذا مهم جدًا إذا قررت الإبلاغ عن الأمر لاحقًا.  

3. استخدم أدوات المنصّة

            •           احظر الشخص المرسل (Block).

            •           استخدم خيار الإبلاغ (Report).

            •           بلغ عن المحتوى المسيء للاخرين.

بهذا تحمي نفسك وتمنع استمرار الإساءة.

4. اطلب المساندة من شخص موثوق

لا تتعامل بمفردك. شارك ما يحدث مع صديق، أحد أفراد العائلة، أو معلم/مرشد. الدعم والمشاركة يساعدان على التخفيف من الأثر النفسي.  

5. فكّر قبل النشر

إذا كنت تفكر ترد أو تنشر تعليقًا، اسأل نفسك: هل هذا يزيد الوضع سوءًا؟ هل أنا أنقل المشكلة أو أحلها؟ هذا التفكير الواعي يساعدك حفظ مكانتك الرقمية وأخلاقك.  

التنمّر الإلكتروني ليس مجرد كلام ينتهي بزمن، بل قد يترك أثراً يدوم. التعامل معه بوعي ومسؤولية من خلال التوقف عن الرد العفوي، التوثيق، طلب المساعدة، واستخدام أدوات الحماية الرقمية، هو مفتاح لوقف التأثير السلبي وبناء مجتمع رقمي أكثر أمانًا واحترامًا.

كن أنت المثال في احترام الآخرين بما تنشره وتشاركه، ولتجعل من التقنية مكانًا للتواصل الإيجابي وليس للإيذاء.